الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة
مجموعة محاضرات ودروس عن الحج
108934 مشاهدة
بحث في: شعائر الحج والعبادات المختصة بها

نحن في هذه الأعمال الصالحة في هذا الموقف العظيم جئنا لأجل أن نتزود للآخرة، وأن نعمل صالحًا يرجى قبوله ويرجى نفعه لنا في دنيانا وفي أخرانا.
هذا العمل هو ذكر هذه المناسك، المناسك هي: العبادات التي يتعبد بها في هذه المشاعر. المشاعر: أماكن العبادة تسمى مشاعر، وتسمى شعائر؛ علامة على العبادة، يعظمها المسلمون، يتعبدون الله تعالى فيها، وتسمى مشاعر وتسمى شعائر. قال الله تعالى: إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ سماها شعائر تعظيمها و وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ التعبد فيها. كل مشعر له عبادة فعرفة من المشاعر، أن يبارك فيه في الوقوف فيه إلى الليل وكذلك الدعاء والذكر والاستغفار، والتمسكن والاستضعاف، والتواضع بين يدي الله -سبحانه وتعالى- والإكثار من دعاء الله بما يرجى إجابته مع التمسكن والاستضعاف كما ورد في الحديث: أفضل الحج العج والثج فالعج: هو رفع الصوت بتلبية أو تكبير أو دعاء أو غير ذلك، وكذلك إظهار المسكنة بمعني: التتمسكن والاستضعاف بين يدي الله .
وكذلك المشعر الحرام الذي هو المزدلفة قال الله تعالى: فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ المشعر الحرام هو مزدلفة ويسمى جَمْعًا، .. العمل فيه المبيت، أن يأتي إليه الحجاج بعد انصرافهم من عرفة ويبيتون فيه ويكثرون من الدعاء ومن ذكر الله: فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ ويصلون فيه المغرب والعشاء إذا وصلوا إليه.
وكذلك يصلون فيه الفجر، ثم يكثرون من الدعاء، ثم يتوجهون إلى منى قبل أن تطلع الشمس وبعد الإسفار هذا هو عمل ذلك المشعر.
الذين يترخصون، وينصرفون منه وسط الليل قبل أن يطلع الفجر، أو قرب مغيب القمر. أرى أنهم قد أخلوا بهذا العمل الشريف؛ لأن سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يبقى في ذلك المشعر إلى أن يصلي الفجر، وإلي أن يسفر جدة ثم ينصرف، وما رخص إلا للضعفة الذين يشق عليهم الزحام .
كذلك العبادات في هذا المشعر، الذي هو منى العبادات فيه منها ما هو واجب، كرمي الجمرات الجمرة الأولي في يوم العيد، والجمرات الثلاثة في الأيام الثلاثة لمن يتعجل، أو في يومين لمن تعجل.
كذلك أيضًا من العبادات فيه التقرب إلى الله بحلق الرأس أو تقصيره فيعتبر عبادة وقربة يتقربون بها إلى الله تعالي، قال الله تعالى: لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ جعل هذا علامة على تعظيمهم لعبادة الله، محلقين رءوسكم. الحلق: هو إزالة الشعر بالموسى، ومقصرين؛ يعني القص منه بالمقراب، هذا يعتبر نسكا وعبادة من العبادات.
كذلك أيضا التقرب إلى الله بذبح الهدايا التي يتطوع بها صاحبها، أو بذبح ما يلزمه: من فدية قران، أو فدية تمتع، أو دم جبران، أو فدية محظور، أو جزاء صيد كل ذلك محل ذبحه في هذه الأماكن، يجوز الذبح في منى ويجوز في بقية الحرم؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم - نحرت هاهنا، ومنى كلها منحر وفجاج مكة كلها طريق ومنحر فهذا النحر يعتبر قربة، النحر للإبل والذبح لغيرها من البقر والغنم يعتبر طاعة وقربة: لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ .
كذلك أيضًا من العبادات في هذه الأيام الطواف الذي هو طواف الإفاضة، والسعي لمن لم يكن سعى مع طواف القدوم إذا كان قارنا أو مفردا، وهذا من أدل العبادات؛ فإن الطواف بالبيت الذي طواف الإفاضة ركنا لا يم الحج إلا به، وكذلك الطواف عند السفر الذي هو طواف القدوم واجب يجبر بدم لمن تركه. هذه من العبادات التي تعظم بها حرمات الله، الذين يواظبون عليها يدخلون في قول الله تعالى: وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ أي تعظيمها هو إتيانك بالعبادات المشروعة في هذه المشاعر وفي هذه الأماكن، ولا بد أن تأتي بها كاملة؛ اتباعا للنبي -صلى الله عليه وسلم- تفعل ما فعله صلى الله عليه وسلم.
فهذه المشاعر والعبادات التي تؤدى في هذه الأماكن، يجب أولًا: أن يجعلها عبادة، أن يأتي بها كعبادة وقربة يتقرب بها إلى الله -سبحانه وتعالى- يقصد بها وجه الله، ويقصد بها الدار الآخرة لا يريد عرضا من الدنيا ولا يريد فخرا وتطاولا ولا يريد رياءً وسمعة ولا يتمدح بذلك، ولا يعجب بأفعاله، فيعترف بأنه مقصر وأنه ناقص العبادة، فيدين بها لحبه، ويخلصها لوجه الله تعالى هذا شرط لقبولها .
كذلك أيضًا يحرص على تكميلها. تكميل أركان الحج التي هي أربعة: الإحرام، والوقوف بعرفة والطواف بالبيت والسعي بين الصفا والمروة لا يتمها ولا يتم الحج إلا بها.
وكذلك تكميل الواجبات، فيحرم من الميقات الذي حدده النبي -صلى الله عليه وسلم- ويقف بعرفة إلى غروب الشمس، ويبيت بمزدلفة إلى آخر الليل ولا يتعجل إلا لعذر. لا يتعجل آخر الليل إلا لعذر، ويبيت بمنى أيام منى لا يخرج منها إلا لقضاء حاجة، أو لضرورة، ويرمي الجماد على الترتيب الذي رمى النبي -صلى الله عليه وسلم- به، ويحلق رأسه قربانا؛ يتقرب بذلك إلى الله -سبحانه وتعالى-.
وكذلك يختم أعماله بطواف الوداع إذا تم ذلك تم حجه. يحرص بعد ذلك على السنن التي يتم بها حجه، فيحرص على كثرة ذكر الله الذي أمر الله به في قوله تعالى: وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ وفي قوله تعالى: فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا وفي قوله: وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ وعلى التكبير الذي أكد صلواته في هذه الأيام بقول الله تعالى: وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ .